[vc_row][vc_column width=”1/4″][us_single_image image=”6839″ size=”full” align=”center”][/vc_column][vc_column width=”3/4″][vc_column_text]
إعداد: د.صالح بن عبدالرحمن فهد الدايل
مدير الجودة و الاعتماد الأكاديمي بمركز الدراسات الصحية بمدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية (أمين الجمعية السعودية للإدارة الصحية و عضو اللجنة العلمية، و إستشاري إدارة الخدمات الصحية و الإستشارات الإدارية)
(SALDAYEL20@GMAIL.COM)
تمهيد:
الجودة بتعاريفها و مفاهيمها و تطورها التاريخي و جوائزها و هيئات اعتمادها و علومها وعلمائها المؤسسين وخبرائها و مختصيها و ممارسيها و متعليميها و المستفيدين من تطبيقاتها و توكيدها و اعتمادها؛ تشكل المفردات العلمية لهذا العلم المتخصص الذي شمل جميع المجالات العلمية و العملية و شتى مجالات الحياة. وأصبح الفرد على المستوى الشخصي و المجتمع بإختلاف شرائحة و مستويات تعلمه و ثقافته يسعى للجودة و تحققها في جميع مناحي حياته و في الخدمات و السلع المقدمة له.
و من أهم مجالات الخدمات التي تلمس حاجة الفرد و المجتمع الأساسية هي خدمات التعليم و الخدمات الصحية، فالأولى يتعلم من خلالها العلوم العامة الأساسية ثم ينهل المتميزين ممن اكملوا التعليم العام مزيدا من العلوم المتخصصة في مؤسسات التعليم العالي من مراكز متخصصة و كليات و جامعات، و من هذه التخصصات العلمية العلوم الصحية و الطبية المتعددة التي تؤهل خريجيها للعمل كممارسين صحيين في المؤسسات الصحية من مراكز رعاية أوليه و مستشفيات و مدن طبية و غيرها.
أسئلة المقال:
في هذه الورقه سيتم الإجابة على ثلاثة تساؤلات رئيسية:
1- من هو محور الاهتمام في الجودة الأكاديمية الصحية و في جودة المؤسسات الصحية؟
2- ماهي أبرز أوجه التشابه و الإختلاف بين معايير الجودة و الاعتماد في مؤسسات التعليم العالي الصحي و مؤسسات الخدمات الصحية؟
3- ما هي جهات الجودة و الاعتماد للمؤسسات الأكاديمية الصحية، والجودة و الاعتماد للمؤسسات الصحية بالمملكة العربية السعودية؟
المناقشة:
بالنسبة للتساؤل الأول عن التباين بين محوري الاهتمام و التركيز في تجويد و اعتماد مؤسسات التعليم العالي الصحي، و في تجويد و اعتماد مؤسسات الخدمات الصحية؛ فمن نافلة القول أنه لايخفى على ذي علم و لب أن الجودة و الاعتماد الأكاديمي محور إهتمامها و بؤرة تركيزها هو الطالب و نظام خدمته التعلمية بكافة مفرداتها من مدخلات و عمليات و مخرجات و بيئة داخلية و خارجية و مايؤثر فيهما.
أما جودة و اعتماد مؤسسات تقديم الخدمات الصحية فينصب اهتمامها بالمريض و سلامته و كل ما من شأنه تقديم خدمة صحية جيدة و تحافظ على سلامة المريض و تحسن صحته.
و فيما يخص معايير الجودة و الاعتماد الأكاديمي بالمملكة التي تتبناها الهيئة الوطنية للتقويم و الاعتماد الأكاديمي (www.ncaaa.org.sa) التي تأسست 1424هـ، و التي من خلالها تجود و تعتمد مؤسسات التعليم العالي و برامجها الأكاديمية تتمثل في احد عشر (11) معيارا تتمثل في: الرسالة والغايات و الأهداف، و السلطات و الإدارة، و إدارة ضمان الجودة و تحسينها، و معيار التعلم والتعليم، و إدارة شؤون الطلبة و الخدمات المساندة، و معيار مصادر التعلم، و المرافق و التجهيزات، و التخطيط و لإدارة المالية، و التوظيف، و البحث العلمي، وكذلك معيار علاقات المؤسسة التعليمية بالمجتمع. هذه المعايير تقيس جودة المؤسسة التعليمية عبر عدد من المعايير الفرعية لكل معيار رئيسي ولها مؤشرات قياس للأداء مقترحة من الهيئة بالإضافة لمؤشرات الأداء التي تتبناها إدارات الجودة في المؤسسات التعليمية لتوكيد جودة الأداء و تحقيق أهدافها المرسومة. و الجدير بالذكر ان الهيئة منذ تأسيسها و من خلال دورتين للإعتماد الأكاديمي المؤسسي و البرامجي إعتمدت عددا من الجامعات و الكليات الحكومية و الأهلية مؤسسيا و برامجيا التي تحققت فيها معايير و شروط التقويم و الاعتماد الأكاديمي.
و تقوم الهيئة السعودية للتخصصات الصحية (ww.scfhs.org) تأسست عام 1414هـ، التي سبقت في تأسيسها الهيئة الوطنية للتقويم و الاعتماد الأكاديمي عقدا من الزمن، بدور محوري في التصنيف المهني للبرامج الأكاديمية الصحية و تقويمها و تجديد اعتمادها من قبل مجالس علمية متخصصة في المجالات الطبية المختلفة و التمريض و الصيدلة و التخصصات الصحية المساعدة. و تطبق في ذلك نماذج و معايير تقييم تحدث بشكل مستمر مما يساهم في تنفيذ برامج زمالات طبية سعودية و تعليم صحي على درجة عالية من الجودة و متابعة كل جديد في التعليم الطبي و الصحي و تقنياته و أساليبه و طرقه و منهجياته التي تضارع الدول المتقدمه عالميا في ذلك بحمد الله.
و في المملكة العربية السعودية مرت عملية تجويد و اعتماد مؤسسات تقديم الرعاية الصحية بعدة مراحل حتى تم رسميا تشكيل المركز السعودي لإعتماد المنشآت الصحية ( www.cbahi.gov.sa) وذلك عام 1426هـ لتوكيد و تقييم و اعتماد جودة منشآت تقديم الرعاية الصحية بمستوياتها المختلفة ، الحكومية منها و الأهلية و الغير ربحية بالمملكة العربية السعودية، و ذلك من خلال تطبق مجموعة من معايير الجودة الصحية المعتمدة من الجمعية العالمية لجودة الرعاية الصحية (ISOua).
و استناداً إلى قرار مجلس الخدمات الصحية رقم 58/8 وتاريخ 9 محرم 1433هـ بإلزامية الحصول على الاعتماد الوطني من قبل المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية وذلك لكل المنشآت الصحية الحكومية والخاصة العاملة في المملكة. وبناء على تعميم وزارة الصحة في هذا الخصوص والذي أشار الى ضرورة الحصول على اعتماد المركز السعودي كشرط اساسي في الحصول على الترخيص او تجديد الترخيص لكافة المنشآت الصحية الحكومية والخاصة ابتداء من 1435هـ.
الخلاصة:
تم استعراض موضوع الجودة و الاعتماد الأكاديمي في مؤسسات التعليم العالي الصحية و مقارنته بالجودة و اعتماد منشآت تقديم الرعاية الصحية بالمملكة العربية السعودية، و تم التعريف ببؤرة الإهتمام و التركيز في كليهما حيث الطالب و تحصيله العلمي و العملي هو مصب الاهتمام في العملية الأكاديمية و المريض وسلامته و صحته هو حجر الزاوية في خدمات الرعاية الصحية عبر مؤسساتها المختلفة. ثم تم تناول ابرز أوجه الشبه و الإختلاف في معايير و مقاييس هيئات الاعتماد الأكاديمي للتعليم الصحي العالي بالمملكة العربية السعودية و معايير المركز السعودي لإعتماد المنشآت الصحية بشكل موجز حتى لا نطيل على القارئ الكريم في سرد تفاصيل مجلدات تلك المعايير التي تحدث بشكل مستمر و هي في متناول المختصين و المهتمين في القطاعين الأكاديمي و الصحي.
و إلى لقاء في مقالات أسأل الله أن يكون فيها إضافه أو مراجعة لعلم القارئ الكريم،،،
[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]