قبل ما يقارب العام في لقاء تلفزيوني خاص مع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله تحدث فيه عن عدة محاور هامة تصب في مصلحة المواطن وذكر منها الخدمات الصحية، موضحاً أن مجانية الخدمات الصحية حق لا جدال فيه للمواطن. وبين سموه حجم الانفاق الذي تبذله الحكومة في هذه الخدمات للمحافظة على جودتها كما يجب, وذلك بنطاقها الجغرافي الواسع وكوادرها البشرية الضخمة مما يجعل الحكومة تواجه تحديات للمحافظة على جودة القطاع الصحي بالشكل المناسب وبشكل دائم الى ان يتم تحقيق التحول في الخدمات الصحية سواءً للقطاع الخاص او العام بتحويلها الى قطاعات غير ربحية بشكل مرحلي بالتزامن مع الزام القطاع الخاص والحكومي على التأمين الصحي لمنسوبيهم والذي سيشكل زيادة في الطلب على الخدمات الصحية وزيادة التنافس لتقديم الخدمات الطبية وفق جوده عالية يتطلع لها المواطن والذي سيساهم في التوسع و المنافسة بين مقدمي الخدمات الصحية بالمملكة.
شهدنا مؤخرا الامر الملكي الكريم القاضي بتحويل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الى مؤسسة مستقلة غير هادفة للربح وهي مملوكة بشكل كامل للحكومة، ويعد هذا الامر خطوه تهدف لانطلاق برنامج تحول شامل ليكون من أفضل المؤسسات الصحية في العالم، حيث يهدف هذا التحول الى تطوير خدمات المستشفى وسعته وانتاجه البحثي بشكل مستمر ودائم وليكون ممكن حيوي لرحلة تحول القطاع الصحي تحقيقاً لأهداف رؤية المملكة 2030 والتوسع في افتتاح فروع له وتقديم خدماته لأكبر شريحة ممكنه للارتقاء بجودة الحياة.
وبهذا الامر الكريم ستتمتع المؤسسة بصلاحيات كاملة ومرونة عالية في خلق السياسات والإجراءات والقرارات التي تصب في تطوير المستشفى ومركز الأبحاث ليكون رائداً ومتميزاً على اعلى معايير الجودة الصحية على مستوى العالم والتي من أهمها الاستقلال المالي الذي يمكن المؤسسة من سهولة استقطاب الموارد البشرية ذات الكفاءة العالية والموارد الطبية اللازمة و الاستثمار وانشاء الشركات وعدم الاعتماد على الميزانية العامة للدولة وما تخصصه للمؤسسة من دعم عبر التدرج المرحلي في تخفيض الدعم بشكل سنوي من ميزانية الدولة الى وصول المؤسسة للاكتفاء الذاتي والاعتماد على الموارد الذاتية المخصصة من خلال منافذ الخدمات المتنوعة التي تملكها .
وفي المجمل وعطفاً على لقاء سمو ولي العهد حفظه الله حول خلق التنافس بين القطاعات الصحية الخاصة وانشاء مؤسسات صحية غير ربحية تسعى من خلالها الدولة على المحافظة على صحة المواطن بجودة عالية وبتكلفة مناسبة وحرية اختيار من قبل المستفيد دون تحمله أي أعباء مالية والتي كان أولها الامر الملكي الكريم انف الذكر وبذلك يتحقق التوازن في الرضى وتحقيق الهدف بين المستفيد ومزودي الخدمة والجهة الحاكمة. وان الدولة ايدها الله تسير وفق خطط مدروسة وواضحة وقابلة للتحقيق والقياس بقيادة وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله -وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -ايده الله- للمضي قدما نحو محاورها الثلاث (وطن طموح.. اقتصاد مزدهر.. مجتمع حيوي).
أ. علي عبدالرحمن ال طراد
نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإدارة الصحية
مدير قطاع الرعاية الصحية بمحافظة الخبر
2 Comments
كلام جميل وهادف يكمن فيه التأني والتأمل في رؤية مستقبلية ثاقبه
مقال ملموم ومختصر لتحليل مستقبل واعد